الاتصال من أقدم أوجه نشاط الإنسان، وهو من الظواهر المألوفة لدينا أكثر من أي شيء آخر. إذ أن كل فرد يلحظ نفسه طرفا في عمليات اتصال عديدة مع غيره من الناس، كما يري الناس من حوله يمارس كل منهم شكلا أو آخر من أشكال الاتصال.
و يُعدّ الاتصال نشاطاً أساسياً في حياة الإنسان، لأنّ معظم ما نقوم به في حياتنا اليومية، إنما هو مظاهر متنوعة لعملية الاتصال، سواءً كنا نقوم بذلك بطريقة مقصودة أو غير مقصودة. ثم إنَّ معالم الشخصية الإنسانية تتحدد من خلال ممارساتها الاتصالية، ذلك أن عملية الاتصال بين الإنسان وأخيه الإنسان تكشف عن طبيعة هذه الشخصية وخصائصها، الأمر الذي ينعكس على معرفة الإنسان وشعوره، ومن ثمّ على آرائه واتجاهاته ومعتقداته، لأنّ هذا الاتصال لا بدّ وأن يترك أثره في نفوس الآخرين سلباً أو إيجاباً….