يصر أغلب الباحثين الإسرائيليين على أن المعلومات التي لديهم حول يهود كردستان تعد شحيحة، بل أحيانا تكاد تكون معدومة على حد زعمهم. وفي الواقع، قد يرتبط هذا الأمر بحادثة وقعت لليهود في أواخر النصف الثاني من القرن السادس قبل الميلاد عند تواجدهم في فلسطين. وقبل التحدث عن هذا الموضوع، لابد أن نعلم بوجود ادعاء يفيد أن أصول اليهود على حد ادعائهم بوصفهم جماعة تعتنق الديانة اليهودية قد تعاقبت على مر العصور حتى وصلت إلى الحقبة الحديثة، وإن كان هذا الأمر يخضع لنقاش واسع وجدل مثير لا يتسع المكان لذكره، يعود إلى الأسباط الإثنى عشر المذكورة في القران الكريم التي يطلق عليها اللهّٰ جل وعلى تسمية بني إسرائيل. حينما نقرأ بداية هذه الدراسة التي تضم بحوثا عدة، وبالتحديد البحث الأول الموسوم(يهود كردستان) لاسيما عند تطرقه إلى موضوعة المبعوثين والإرساليات إلى يهود كردستان، يشير المؤلف صراحة إلى أن المقصود منها البحث عن الأسباط العشرة. وقد يكون هذا الأمر أول إجراء عملي يتخذه اليهود، أولا لإدامة الصلة مع الطوائف اليهودية المتواجدة في عموم العالم وربطهم بالتجمعات الاستيطانية اليهودية الموجودة في فلسطين، ومن ثم استقدامهم في مرحلة لاحقة إلى هناك،