كما قال مَن سَبقوني
الشعر ظاهرة إنسانية عَرَفَتها كل الشعوب منذ بدء الخليقة، وهو مِنَ المَنابع الروحية الأولى للحياة
والشعر من الشعور ولذا يكون من أصدق ما ينبع من نفس الشاعر الإنسان، خاصة مَن وهبه الله ملكة الشعر البديهية، والقدرة على التعبير عن مكنونات الداخل الروحي، ومن ثم الفكري، فهو لا ينفصل عن الواقع ولا عن محيطه بل يتأثر به ويؤثر أيضاً فيما حوله من خلال ما يقدمه حسب ثقافته وعلمه ووعيه إذا اجتهد وطَوَّرَ معلوماته وأفكاره وأدواته حيثُ يمكنه الكشف عن علاقات خفية بين الكائنات المختلفة، وأن يتحرر من أسوار القيود العالية الكثيرة، فيستطيع أن يَلِجَ من كل الأبواب لِيَنفذ إلى أعماق النفس البشرية، وذلك بما لديه من خيال شعري متوهج وإنسانية حقيقية تلامس غيرها وأدوات تليق به تمكنه من التعبير والانطلاق تحليقاً.