إن تقدم أي مجتمع يرتكز إلى حد كبير على مدى اهتماماته وفاعلية برامجه التي يضعها من أجل تحقيق الاستفادة القصوى والعلمية من إمكانياته، وموارده البشرية، وفي توجيه وتخطيط هذه الإمكانيات وتنميتها على أسس سليمة وهادفة. فموارد أي مجتمع وخاصة البشرية منها هي وسيلته لقهر التخلف، والوصول إلى مستقبل أفضل، وبقدر تمكن المجتمع من تنمية ورعاية موارده البشرية بقدر ما يكون المجتمع قد نجح في توفير العناصر البشرية اللازمة لتحمل مسؤولية البناء الهادف للمجتمع.
وفي الجانب الآخر فإن المجتمع الذي يقصر في ذلك ستزيد أعباءه ومسؤولياته نحو تقديم الخدمات وعلاج المشاكل التي نجمت عن إهمال العنصر البشري، خاصة عندما يكون هذا الإهمال في مرحلة الطفولة لما لهذه المرحلة في عمر الإنسان من تأثير على حياته.