تعد القنوات الفضائية في سلسلة التقدم التكنولوجي في وسائل الاتصال وتكنولوجيا المعلومات، والانجاز الأبرز في العصر الحديث لقدرتها على أحداث التأثير النفسي والاجتماعي والثقافي الجماهيري وعلى نقل المجتمعات من مرحلة الى أخرى في عمليات التحول من نظام حكم أو فلسفة الى أخرى، وكذلك قدرتها في الحملات الإعلامية في مختلف القضايا السياسية او الاجتماعية او الاقتصادية او الثقافية أو في مواجهة الدعايات المضادة وفي الحروب النفسية أو الدعائية سواء في الحرب او في السلم وهي أي الفضائيات لتحقيق ذلك تستخدم أحدث النظريات الإعلامية من تأطير الاخبار أو الشخصيات أو القضايا والاحداث أو اعادة ترتيب اولويات الجمهور أو نظرية الغرس الثقافي او الاستخدامات والاشباعات وغيرها اعتماداً على مبادئ اساسية في علوم النفس والاجتماع والسياسة والاقتصاد في محاولة منها لتشكيل اراء الجمهور ازاء مختلف القضايا ومنها تعزيز البناء الديمقراطي للمجتمع.
لأجل كل ذلك فأن الفضائيات برغم وجود شبكة الانترنت ومواقع التواصل الاجتماعي مازالت هي الأكثر استخداماً جماهيرياً ويسرا ً ونفوذاً، فبفضل يسر استخدامها وتوفرها في كل بيت تقريباً والتعرض الجماعي لها وتنوعها وأساليب الاثارة والتشويق التي تعتمدها والثقة العالية بموضوعية ما تذيعه من أخبار وتغطياتها المستمرة والمباشرة للأحداث والقضايا ظلت حتى الان الوسيلة الأنجح لتسويق السياسات والفلسفات والرؤى والموضوعات والبرامج على مختلف مستوياتها والجهات التي تدعو لها….