بات الإعلام في واقعنا المعاصر يشكل عصب الحياة، لما يمتلكه من قدرة على التأثير والاقناع وتشكيل الافكار والاتجاهات حيال موضوعات محددة او شخصيات او أنظمة ودول، إذ أصبحت وسائل الاعلام طرفا أساسيا في إنتاج علاقات دولية متفاعلة على الاصعدة السياسية والعسكرية والاقتصادية والاجتماعية وغيرها، إذ وفي البيئة العربية الامر نفسه يتجسد عن طريق ما تؤشره وسائل الاعلام ومنها القنوات الفضائية من قدرة في تغطية اخبار الازمات والاحداث والقضايا التي تهم الجمهور، والتأثير فيه وقولبة افكاره وخلق او تشكيل اتجاهاته نحو العديد من الموضوعات والقضايا التي تغطيها القنوات تلك، على وفق أطر تحريرية ومرجعية واجندات سياسية تختلف توجهاتها باختلاف طبيعة الاهداف المراد تحقيقها.
لذا فقد ازدادت اهمية التلفزيون كوسيلة اخبارية في مجال نقل وتغطية الاخبار ومعالجتها مستثمرا بذلك التطور التكنولوجي في اطار الاقمار الصناعية وتقنيات البث المباشر والتغطيات الفورية، ما جعل التغطيات الاخبارية تشكل المحور الاساس في العمل الاخباري للقنوات الفضائية، لا سيما وأن هناك من يقيس انتشار جماهيرية وقدرة القنوات في التأثير عبر طبيعة مضامين رسائلها الاعلامية التي تقدمها للجمهور في ضوء محددات معينة.
هذه الحقيقة تفضي الى أن التعرض للنشاطات الاخبارية ومنها نشرات الاخبار في التلفزيون أصبح من المهام اليومية التي يمارسها الفرد للإطلاع على أهم ما يدور من حوله او في بعض الجغرافيات من حروب وأزمات وأحداث ووقائع، ومن ذلك ما يتعلق بموضوع البحث (الأزمة اليمنية)، التي تقع ضمن جغرافية عربية اتسمت بالأحداث الامنية والتغيرات السياسية والعسكرية المتسارعة…
…