أنا نزيلك يا بغداد، فاقبليني تلميذاً بسيطاً مبتدئاً، كما استقبلت كثيراً من الطلبة الغرباء، الذين أقبلوا من الديار البعيدة، يستظلون بأفيائك، ويغترفون من صفو علمك الثر العميم.
أنا نزيلك يا بغداد…. فأقبليني كما تقبلت القادمين من أطراف الدنيا، طلبة علم، في عهدك الزاهر الذي كان يشرق على الجهات الأربع علماً وفناً وأدباً، ويسطع بالنور المبين.
أنا نزيلك يا بغداد… فأفتحي ذراعيك لي بكل كرم وطيب ضيافة وحسن استقبال.
أنا نزيلك يا بغداد… فرحبي بي كما رحبت بتلاميذ المغرب، القادمين من بلاد الأندلس، والقاصدين أرضك من أقاصي الشرق ومن وراء النهر، من أجل التجلي والتبحر في المعارف والعلوم.
أنا نزيلك يا بغداد…. فأفتحي أبوابك لي على مصاريعها، كما كان عهدك مع من قصدك من طلبة المعرفة، مثل الرازي والفارابي والغزالي وغيرهم………
…..