ها أنا ذا قد جردت عن ساعدي، ووضعت القلم بين أصابعي، وطرحت الأوراق البيض أمامي، ونفسي تحدثني أن أكتب رسالة وربما بضع رسائل، وقد استمر في كتابة الرسائل، رسالة بعد رسالة.
من يدري قد يجف الحبر في القلم أو يكل سنانه أو ينفد الورق أمامي، وربما تعجز أصابعي عن المواصلة، أو قد يتوقف نبض الفؤاد قبل أن أتم ما أريد أن أعبر خلاصة شعوري تجاهك، ويتحقق تكامل الرسائل اليك.
أنا أسمع دقات قلبك أو ما تعارف عليه الناس بتكتكات عقاربك، فهل أنت تسمعين دقات قلبي؟ قد يبدو السؤال غريباً عليك، أما والله فأنه ليس مستغرباً، يفعل ما أحسه وأشعر به تجاهك.
كيف لا تسمعين رهافة القلب الذي يعزف على رفرفة جناحيك ليل نهار؟ أنا لا أصدق ذلك، وأنت قد أخذت مكانك اللائق على المنضدة أمامي.
أغمض العينين، فأسمع أنسام أعطافك، تثير في النفس ذكرى عزيزة، لن يمحوها الزمن، مهما تعاقبت الأيام وتقادمت بنا السنون.
عزيزة أنت عندي، وقدرك لو تعلمين كبير. كيف لا، وأنت معي ليل نهار، وأكاد لا أفارقك لحظة واحدة، وأنت هي الأخرى، قد طابت عشرتك لي، أو طاب لك العيش معي، ولا تريدين لي فراقاً، ولم تفكري في أي نوع من الابتعاد أم الهجران……
…..