الإرهاب مقولة موصوفة في قواميس الأديان دون استثناء. عرفته الشرائع السماوية تعريفاً في محله حسبما، ورد على صفحاتها المقدسة بأنه (الرهبة أو الخوف)، ولم تناولته التشريعات الوضعية عبر تلك الحقب القديمة، لقد ذكر هذا المصطلح في متن ألواح سيدنا موسى عليه السلام (رحمة الذين لربهم يرهبون)، وأطلقت الديانة المسيحية على رجالاتها بالرهان، أو في النصوص القرآنية، فقد ورد قوله تعالى( وأوفوا بعهدي أوف بعهدكم أياي فارهبون) وقوله تعالى (واعدوا لهم ما استطعتم من قوة ومن رباط الخيل ترهبون به عدو الله وعدوكم). لا توجد إشكالية اجتماعية أو سياسية بين المؤمنين حول هذا المفهوم بل أنه يدخل ضمن وحدة الإيمان الكلية لغة وتعريفاً. إن عملية تعويم هذا المصطلح وظيفياً لمسوغات خارجة عن محدداته ضمن إطار التجاذبات المصلحية على الساحة الدولية يشكل نقطة ضوء خطيرة في المسيرة البشرية، بالرغم من وجود فرق كبير بين الإرهاب والرهبة، إن الإرهاب يعني الإجرام بأبشع صورة، والرهبة في الأديان السماوية تعني الخشية من الله سبحانه وتعالى، ولزوم الانقياد والطاعة، والفقهاء عندما يتكلمون عن أصل كلمة (الإرهاب) في الأديان هو محاولة الوصول إلى مصدر هذه الكلمة فيقولون بأن الرهبة من الجليل والعمل بالتنزيل، بعكس الإرهاب فهي تعني التخويف، فمن يمارس الإرهاب لا يخاف بل يخوف غيره بما اقترفت يداه، فالغرب لديه رؤية خاصة عن أصل الإرهاب ويعزون التسمية إلى اللغة الفارسية (تراسدتن) ترجمت للانكليزية، (Terrorism) الإرهاب إذن قديم العهد دينيا واجتماعيا وحديث من حيث التوظيف السياسي، ولهذا لم يتفق خبراء القانون لدى الأمم المتحدة على تعريف موحد للإرهاب كونه، (جناية عادية تستهدف المدنيين من قتل أو خطف أو التهديد بهما تحقيقا لغاية إرهابية)، هذا التكييف رأي شخصي لأن طبيعة أعمال العنف الأخرى التي تحدد لها أهدافها الدولية والعربية قد استثنت المقاومين للاحتلال من اللائحة التعريفية لإرهاب……
…..