في طريق عودتها من المدرسة كانت مريم قد قطعت شوطاً من الطريق برفقة صديقتها ياسمين تحدثتا عن الكون الإلهي و كيفية نشأته، فكانت ياسمين ترى أن الكون أتى بمجرد الصدفة حيث أنه لا يمكن لأحد أن يخلق مثل هذا الكون، أما مريم فتشعر أنها لا توافقها الرأي بتاتاً، حيث انه لا يمكن أن يكون هذا التنظيم وذلك الكم الهائل من المخلوقات و التناغم الطبيعي آتى بمجرد الصدفة، لابد من أحد و هو الله الذي خلق كل ما نرى و مالا نرى من هذا الكون.
وعند وصولهما بمقربة من المركز التجاري، ذهبت كل واحدة منهما في جهة، فقد كانت مريم تسكن في آخر الحي السكني، وتحتاج تقريباً، لضعفي الوقت الذي تحتاجه ياسمين للذهاب إلى المدرسة.
كان اليوم هو الرابع من أيار- مايو، وفي بعض من حدائق البيوت التي تمرُ مريم من جانبها يتكاثف الورد المحمدي عند أقدام الأشجار المثمرة، و تكتسى الأشجار بالتوت الأحمر الطري.
عندما كانت مريم تنظر إلى تلك الأشجار تساءلت !! الم يكن من الغريب رؤية كيف يأخذ كل شيء في النمو، ففي كل مرحلة من مراحل السنة تكون هناك ثمار مختلفة، ففي الشتاء نجد ما لا نجده في الربيع، و الذي نجده في الربيع لا نجده في الصيف، فيا ترى؟ ما الذي يسمح لتلك النباتات بالانبثاق من الأرض بمجرد تغير الطقس ؟؟؟……