إذا كان المسرح أبو الفنون، فأن الموسيقى روح ذلك الأدب الحنون الذي جمع في حنايا صدره الواسع كل المنظومات السمعية والبصرية، لما تحويه من جماليات الأمكنة والأزمنة.
والبحث رحلة مسؤولة عن المجهول الذي يسعى الإنسان ان يصل بغريزته او بمنهجه، والمبدع الذي يجمع الاثنين وصولا الى معرفة حقه يستفاد منها الإنسان.
الإنسان خارج حدود دائرة الباحث، الإنسان، الحوار والهوية الذي يتجاوز الأفق المحدود والنظرة الواحدة التي لا تتجدد.
الفعل الموسيقي ذلك الفعل الثري الذي يحمل في جنباته كل لوائج الروح والوجدان، وكلما كانت الموسيقى صادقة داعمة للخير، فإنها تحقق الكثير من الحلول السامية الرفيعة.
وهذا هو الأصل في الدراما، منذ بدايتها، التي اعتمدت على الجوقة والغناء، الذي اعتبره ارسطو عنصرا من عناصر (التراجيديا).
ولكن الحقيقة، ان الفعل الصوتي والموسيقى، لم يعد يشغل حاسة الإذن فقط، باعتباره مسمعا متناغما او متناشزا، وإنما الموسيقى هي صورة الفعل الدرامي وإحالاته المعبرة، في الزمان والمكان والخيالات والمشاعر.
ان الكم الهائل من الشحنات النفسية والاجتماعية والغريزية التي تدعم الموسيقى والفعل والصراع المسرحي، جعلها تكون مفردة زمانية متفردة في انسجامها وعمقها الشعوري، والتي لا يمكن ان يكون هنالك عرضا مسرحيا بلا موسيقى، سواء في إلقاء الممثل او تلك الموسيقى المصممة والمنغمة على أساس فكرة المسرحية وفلسفتها وصراعها الدرامي.
…….