إذا كانت الإدارة تعني توجيه جمع بشري من أجل تحقيق هدف مرسوم ومحدد، فإن تحقيق هذا الهدف يتوقف على وجود من يقوم بمهام الإدارة من تخطيط وتنظيم وتنسيق ورقابة لهذا الجمع البشري، إذ لا يتصور تحقيق هذا الهدف إذا ما ترك لكل عضو في المنظمة اختيار الأسلوب الذي يروقه والطريق الذي يحلوله في تسيير أمورها أو تصريف شؤونها أو في تمثيلها، ويبدو عجز أفراد التنظيم عن تحقيق الأغراض المنشودة بديهياً إزاء ما يكون هناك من تباين واختلاف في نفسية وسلوك وقيم وعادات العاملين في المنظمة، الأمر الذي يؤدي إلى اختلاف الرأي وعدم وحدته ووقوع المشاحنات وتعدد القرارات، وينتهي الحال بوقوع حالة من الفوضى وإشاعة الاضطراب في المنظمة. من أجل ذلك كان من المحتم إسناد عملية تنفيذ الهدف الخاص بالمنظمة إلى شخص يقوم بمهام الإدارة، ويتوافر له صلاحيات وقدرات معينة على تحقيق الهدف المرسوم بقدر من الكفاية وبأقل التكاليف الممكنة.
والإدارة عملية ضرورية في جميع المستويات الإشرافية بالمنظمة، فهي لا تنحصر في المستوى الإشرافي الأعلى لها فتقتصر على وظيفة المدير العام، وإنما لتمتد جميع المستويات الإشرافية سواء في المستوى الإشرافي الثاني أو الثالث حتى نصل إلى وظيفة ملاحظ العمال وغيره من المستويات المختلفة الإدارية أوالتشغيلية. وضرورية الإدارة أو حتميتها أمر يصدق بالنسبة لجميع المنظمات خاصة أو عامة وهي ضرورية أيضاً أيّاً كان طبيعة النشاط الذي تتولاه المنظمة.