أشار الكتاب من خلال اتصاله بالمصادر التي تناولت الأسطورة، او أحوال اشتغالها، الى العلماء، والنقاد الذين ما كان له ان يستقيم لولا كشوفاتهم في طريق تأصيل المصطلح، ورسم حدود الدرس الاكاديمي، اذ إنصبَّ الفصل الأول على تأسيس المهاد النظري والتاريخي للأسطورة، بوصفها آيديولوجيا الانسان الأول، انتقلت عبر العصور الى مشاغل الفلاسفة والانثروبولوجيين وعلماء النفس، ونقاد الأدب والقصاصين، ثم حلّت اخيرا في بيت القصة العراقية المعاصرة، مظهراً تجريبياً، يعمل على تحديث اساليب القص، وآليات السرد ويفتحها على آفاق فنية جديدة.
وفي الوقت الذي أخفقت فيه المناهج القديمة في مواجهة متطلبات الروح الانساني الجديد واستيعابها، بعد أن أصبحت أطر التعبير ــــ وقد غدت خارج صلاحياتها النظرية ــــ عاجزة عن الوفاء به، صار من الضروري الالتفات الى المناهج الحديثة، ومنها المنهج الاسطوري، كما مثله(الناقد نورثروب فراي)، أحد أبرز دعاة النقد الأسطوري. اذ تستمد نظريته مصادرها من منجزات التحليل النفسي، ومن الشعائر والطقوس لدى الأقوام البدائية.