علم القراءات من أجل العلوم وأشرفها، سواء أكان من حيث الموضوع أم الغرض أم شدة الحاجة، وهذا الكتاب الذي نقدمه بتوفيق منه سبحانه من كتب القراءات المهمة، يختص برواية حفص عن عاصم فيما انفرد به عن الدوري عن أبي عمرو البصري. وقد ألحقت بحواشيه ما عَقّب به القراء والنساخ في حاشيته من تقييد ما انفرد به عنهما قالون بروايته عن نافع، وهذه هي الروايات الثلاث السائدة التي كان يقرأ بها أهل اليمن في عصر المؤلف، ويقرأ به المسلمون اليوم، مما يجعل هذا الكتاب يقدم للقراء والمتعلمين الروايات الثلاث التي عليها مدار القراءة العامة اليوم في الأمصار الإسلامية.
ومما يبرز أهميته أن مصنفه عفيف الدين عثمان الناشري الزَّبِيدي- رحمه الله- إمام كبير من أئمة القراءات اليمنيين، إليه انتهت رئاسة الإقراء في اليمن في عصره، وأكثر علماء القراءة اليمنيين جهودا في التصنيف والتحقيق في علم القراءات، أخذ القراءة عن الشيوخ الكبار وأئمة العصر، أمثال خاتمة المحققين الإمام ابن الجزري، والإمام أحمد الأشعري، وعلي الشرعبي، وغيرهم، وسمع الحديث عن أئمته وشيوخه كالحافظ ابن حجر والتقي الفاسي وغيرهما، وتصدر في كثير من العلوم.