تميزت جمهورية اوكرانيا بمكانة استراتيجية مهمة ضمن القارة الأوروبية، فموقعها الجيوبوليتيكي وتمتعها بالثروات الوفيرة وتنوعها العرقي جعلها محط اطماع دولية ومجالاً للتنافس عليها. اي ان التنافس الإقليمي والدولي على جمهورية اوكرانيا ليس بالحديث، فلأوكرانيا تاريخ طويل من الصراع عليها، فقد تقاسمتها القوى الكبرى في القرون السابقة كالإمبراطورية الروسية والإمبراطورية العثمانية والإمبراطورية النمساوية والكومنولث البولندي-الليتواني، الى حين دخول أوكرانيا في الاتحاد السوفيتي.. تأتي أهمية الكتاب من المكانة التي تميزت بها أوكرانيا في ضوء التنافس الاستراتيجي الإقليمي والدولي عليها من خلال تبني قوى كبرى لإستراتيجيات مختلفة موظفة فيها قدراتها وما تتمتع به من مقومات لتحقيق مصالحها بالشكل الذي يتناسب مع خططها المرسومة مسبقاً ضمن سعي كل من هذه القوى في الحفاظ على الوضع القائم، أو سعيها في تغير الوضع في أوكرانيا،