نظراً لأهمية التفكير كعملية عقلية راقية في تطور الفرد وتقدم المجتمع على حد سواء فقد حظي هذا الموضوع باهتمام الفلاسفة والعلماء منذ قديم الزمان، واجتهد المنظرون في مجالاتهم المختلفة في تفسير هذه الظاهرة وادراك اسرارها رغبة منهم في تطوير استراتيجيات ومناح تساعدهم على تطوير هذه العملية بما يجعل الأنسان قادراً على توظيفها في تكيفه وتحسين ظروف حياته في مجالاتها المختلفة، وقد كان تورنس اول من استعمل مفهوم انَّماط التفكير وهو يرى انَّ الفرد يميل الى استعمال احد نصفي الدماغ في معالجة المعلومات اذ يعالج النصف الأيسر المتعلقة بالمهام اللغوية بطريقة منطقية وكلية اما النصف الأيمن فيعالج المعلومات المتعلقة بالأدراك والضبط الداخلي والعضلي بطريقة تحليلية مجزئة وهذا ما يؤكد انَّ لكل فرد اسلوبه الخاص في التفضيل والتفكير ومن الصعوبة التنبؤ بطرائق تفكير الأخرين، كما انَّ نمط التفكير يقيس تفضيلات الناس اللغوية والمعرفية ومستويات المرونة لديهم في العمل والتعامل مع الأخرين، فنجاح الطلبة وفشلهم الى سوء الانسجام بين طرائق واساليب التدريس المتبعة وبين الطرائق التي يفكرون بها اكثر من كونه يعزى الى قدرات الطلبة انفسهم، ولذلك حمل المدرس مسؤولية تعليم الطلبة بطريقة تنسجم مع أساليب تفكيرهم ما أمكن.
……..