.. ما يميز هذا الكتاب أنه جاء في زمن جائحة كورونا، فهو شاهد على مرحلة مهمة تعيشها البشرية، كما أنه شاهد على كيفية التعامل مع هذه الجائحة التي لم يشهد العالم مثيلا لها منذ عقود من الزمن.
قدمت المؤلفة بالفصل الأول معلومات عن الكائنات الدقيقة بشكل علمي مبسط واستعملت كلمة ميكروب لتشمل كل هذه الكائنات الصغيرة التي لا ترى بالعين المجردة، ولربما يتساءل البعض من الذين يعتقدون بأن الفيروسات ليست من الكائنات الحية باعتبار أن تعريف الكائن الحي هو ذلك الكائن الذي له القدرة على النمو والتكاثر، والجواب أن الفيروسات أيضا لها القدرة على النمو والتكاثر ولكنها تحتاج مساعدة من الكائنات الحية الأخرى المضيفة لها سواء كانت إنسانا أو حيوانا أو نباتا أو حتى بكتيريا، فهي تبدأ بالانقسام بمجرد دخولها الخلية المضيفة بعد أن توجهها بأن تعمل وتؤمن لها كل ما تحتاجه من بروتينات ثم تقوم بجمع مكوناتها داخل الخلية حتى تصل إلى مرحلة البلوغ، فتقتل الخلية وتخرج منها ذاهبة إلى خلايا أخرى فتعيد نفس الدورة. كما سلطت المؤلفة الضوء على الفرق بين الفيروسات والبكتيريا لأن كثيرا من الناس لا يعلمون هذه المسألة، فلكل من البكتيريا والفيروسات عالم منفرد بخصائصه وطبيعته بالرغم من اشتراكهما في صغر الحجم وتسببهما بالأمراض.
ناقشت المؤلفة الاستراتيجيات الدولية وما تم منها فيما يتعلق بالكوارث الصحية المتمثلة بالأوبئة والجائحات، حيث أوضحت عدم وجود مثل هذه الاستراتيجيات الموحدة دوليا، فجل ما كان من اتفاقيات ومعاهدات يتعلق بالكوارث الطبيعية والبيئية مثل الفيضانات والزلازل والتغيرات المناخية، لكنها أغفلت كوارث الأوبئة والجائحات التي تشكل خطرا محدقا وأكثر شدة على البشرية، فالكارثة الطبيعية أو البيئية قد تحدث في وقت ما وسرعان ما تنتهي لكن كارثة الوباء تأخذ شكل الموجات وربما تبقى لفترات طويلة..