حالات الوعي: منظورات تجريبية في التأمل واليقظة والنوم والأحلام /

يعد فهم ظاهرة الوعي موضوعا” شيقا” للانسان ولعل الاكثر منه هو المرور بخبرة التنقل ما بين مستوياته سواء كانت العليا منه او المنخفضة وضمن كل حالة من حالاته الى الحد الذي قد يؤدي الى التعود على ذلك، فإذا ما اتفقنا على ان ما بين حالتي النوم واليقظة هناك عدة درجات من مستويات الوعي فإن لكل درجة خصائص وصفات تجعل الفرد متشوقا” للمرور بها في كل يوم، وإذا ما اتفقنا على ان للنوم مراحل تمثل هي الاخرى درجات النوم سواء كانت الخفيفة او العميقة فإن لكل منها ايضا” صفاتها وخصائصها المميزة مثل المرور بحالة الحلم وتجربة خبرة فريدة تجمع ما بين عالم اليقظة والنوم من خلال المرور في عالم اليقظة اثناء النوم وللحضات قد تمثل ساعات او ايام اوحتى سنين، او حالة فقدان الوعي والابتعاد عن عالم اليقظة والدخول في عالم يقترب من عالم انتهاء الوعي والمتمثل بالموت، اما اذا ما ارتفع الوعي الى مستوياته العليا فإن لهذه الحالة بعض الصفات والخصائص التي تميزها والتي تجعل منها حالة ممتعة للشخص الذي يمر بخبراتها من خلال رسم عالم خيالي داخلي يلبي حاجات ورغبات وميول الشخص الذي يمر بها، وعلى هذا الاساس يمكن تبرير اساءة استعمال الكثير من المواد ذات الاثر النفسي ومنها المخدرات والمنشطات العقلية والتي تعمل على تغيير حالات الوعي او حتى درجاته ومستوياته ضمن كل حالة من هذه الحالات او التمرن على التحكم بدرجات الوعي ومستوياته من خلال بعض الطقوس العرقية او الدينية او الثقافية او حتى الفنية والتي تبتعد بالعقل البشري بعيدا” عن حالة اليقظة وعالم الواقع المؤلم والمزعج والرتيب الى عالم جذاب ومريح للعقل والجسم والهروب والسباحة في بحر الوعي وهو ما سوف نجده في بحر فصول هذا الكتاب الرائع.