أثر رأس المال المعرفي على الأسبقيات التنافسية

شهد العالم في الآونة الأخيرة جملة من التغيرات التكنولوجية والبيئية الدولية التي جعلت منظمات الأعمال في حالة تحدي مستمر للبقاء والنمو، مما أستوجب عليها البحث عن مناهج واستراتيجيات حديثة تتوافق وتتفوق في بعض الأحيان على منافسيها في تلك البيئات غير المؤكدة وشدة التنافس الفعال بين منظمات الأعمال.
ومما لا شك فيه تسعى منظمات الأعمال إلى الحفاظ على المزايا التنافسية التي تتمتع بها من أجل التفوق على الآخرين في بيئة الأعمال من خلال تخفيض التكلفة، وتحسين متطلبات الجودة، وتخفيض وقت الإنتاج، والتسليم، وسرعة وصول المنتجات إلى السوق. وفي ظل العولمة والتطورات السريعة والحديثة زادت حدة التنافس بين المنظمات بما في ذلك القطاع الصحي إذ باتت المرضى تسعى للحصول على خدمة متميزة مقدمة لهم بما يتناسب مع إحتياجاتهم، ومن هنا أصبح القطاع الصحي بحاجه إلى تحقيق أسبقية تنافسية، من خلال الإهتمام بإستقطاب رأس المال البشري والمعرفي ذو خبرات ومهارات عالية، فضلاً عن الإهتمام بالبنى التحتية المادية والمالية لتحقيق تلك الأسبقيات(البرديني2014).
وقد باتت أغلب منظمات الأعمال تبحث عن استراتيجيات قادرة على إستثمارها لرأس المال المعرفي وترفع من مؤشراته، ولعل الحديث عن الإستثمار في رأس المال المعرفي كواحد من أهم هذه الاستراتيجيات أصبح أمراً حتمياً في ظل التطورات العلمية والتكنولوجية، أصبح لزاماً الإهتمام برأس المال المعرفي بشكل كبير لمواجهة النقص في الموارد والثروات الطبيعية من جهة، ويكون قادراً على إحداث نقلة نوعية كبيرة في الإبتكار والتطوير