قد لاتجد شعور يشعرك بالارتياح اكثر من معرفة خفايا نفسك او معرفة شخصك ومعرفة الذات الشخصية التي هي اساس لاثبات وجودك في المجتمع. قد يكون من الصعوبة لكثيرين ايجاد تفسير لكثير من السلوكيات الشخصية والانفعالات وردود الفعل السلوكي الذي ينطلق احيانا من اللاوعي الذاتي او الشخصي. ان الانسان ميال دوما لان يقدم الاحسن من سلوكه امام الاخر وامام نفسه لاظهار سيطرته على انفعالاته وتسيير سلوكه بطريقة تظهر جديته باثبات ذاته, لكن السؤال الذي يبقى ملحا هل ان الذات الانسانية نستطيع من بنائها مثل اي فاعلية سلوكية او نغذيها بعوامل نستطيع بها من ابراز الذات المثاليه على الاقل لما نريد ان نظهر به في المجتمع.
إن من نعم الله على العبد أن يهبه المقدرة على معرفة ذاته، والقدرة على وضعها في الموضع اللائق بها، إذ إن جهل الإنسان نفسه وعدم معرفته بقدراته يجعله يقيم ذاته تقيماً خاطئاً فإما أن يعطيها أكثر مما تستحق فيثقل كاهلها، وإما أن يجهل ذاته ويقلل من قيمتها فيسقط نفسه في الشعور السلبي. والشعور السيئ عن النفس له تأثير كبير في تدمير الإيجابيات التي يملكها الشخص، فالمشاعر والأحاسيس التي نملكها تجاه أنفسنا هي التي تكسبنا الشخصية القوية المتميزة أو تجعلنا سلبيين غير نافعين في مجتمعنا؛ إذ إن عطاءنا وإنتاجنا يتأثر سلباً وإيجاباً بتقديرنا لذواتنا. بقدر ازدياد المشاعر الإيجابية التي تملكها تجاه نفسك بقدر ما يزداد تقديرك لنفسك، وبقدر ازدياد المشاعر السلبية التي تملكها تجاه نفسك بقدر ما يقل تقديرك لنفسك..