لم ينل مصطلح (المذهب الكلامي )عناية الباحثين قديمًا وحديثًا , على الرغم من قيمته الفنية وجمال أدائه البلاغي الذي ينفتح على توليد لغة جديدة تتعامل مع المعاني على نحو متميز ؛ لأنّ (المذهب الكلام) يقوم على أساس المحاججة والتحول من دائرة المتداول المألوف إلى دائرة المبتكر غير المعتاد، عن طريق القرائن اللفظية والمعنوية التي تعيد صياغة النظم وتأليفه في نسق يجسد الفكر ويثير عوامل المفاجأة والإعجاب. يمثل هذا الكتاب محاولة لملامسة النتاج الإبداعي لهذا الشاعر العبقري، وكشف الأواصر المتينة التي تربط عرى نصوصه الشعرية، لأنَ أبا تمام لم ينصف من لدن النقاد، فجاءت هذه الدراسة لرفع الحيف عن مبدع شغل الدنيا بخروجه عن المألوف وكسر توقع المتلقي.