يعد تناول موضوع الكرد في العراق والمنطقة التي يتواجدون فيها، التي يطلق عليها اصطلاحا بالشرق الأوسط، من الموضوعات التي تثير اتجاهات متزايدة للرغبة في البحث والدراسة بقصد الوقوف على ما يمكن ان تستقر عليه المنطقة، كون المنطقة العربية ومعها دول الجوار وخاصة تركيا قد بدء تاريخها الراهن في اثناء واعقاب الحربين العالمية الاولى والثانية، من قضيتين بارزتين:
-احتلال أرض فلسطين من قبل اليهود،
-وتفكيك الدولة العثمانية ومعها تم تقسيم الكرد بين الاتراك والعراق وسوريا (طالما ان وضع الكرد في المناطق التي تسيطر عليها إيران لم يجر عليه تغير مهم خلال تلك المدة والمدة اللاحقة عليه بدأا من معاهدة أرض روم الثانية عام 1847، التي اكدت ان السليمانية بارضها الحالية جزء من الدولة العثمانية.
نقول كما بدأت المنطقة بهذا التوجه، فانها بدأت المرحلة الجديدة التي ارادتها الولايات المتحدة مندرجة تحت مسمى (الشرق الأوسط الكبير) محاولة لتفكيك التزامات سايكس بيكو، التي قامت على تقسيم المنطقة العربية ومعها تقسيم مناطق الكرد، وتركز بعضا من اهتمامات الشرق الأوسط الكبير على مسعى لظهور دولة كردية تمتد بين جناحين: عراقي وتركي.
وخاضت الولايات المتحدة في سبيل اعادة التفكيك محاولات دفع المنطقة لفوضى اعتبرتها خلاقة، وهي فوضى احدثت دمارا هائلا في الامكانات التي تتمتع بها الدول العربية، كونها المتضرر الاكبر من تلك الفوضى ومن الشرق الأوسط بالمقاسات الأمريكية التي اطلقته عام 2001.
ما يهمنا هنا هو الكرد، واقعهم إلى اين يسير، وهل هم مستعدون لانشاء وطن قومي لهم، وهل ان البيئتين الإقليمية والدولية ترحب بذلك، والى اين سيكون حدودها: هل مستقرها الجزء الشمالي الشرقي من العراق فقط أي ان غرضها فقط تفكيك الدولة العراقية ام انه يمكن ان يمتد إلى تركيا وإيران وسوريا؟