تعد مرحلة الطفولة مرحلة مهمة وحاسمة في حياة الفرد، ففيها تنمو شخصيته وتتشكل وتبرز ملامحها في جوانبها الجسمية والعقلية والوجدانية والخلقية جميعها، وفي هذه المرحلة يتحدد بشكل كبير مدى السوء أو الاضطراب في شخصيته؛ إذ تعد الطفولة مرحلة محددة لما سيكون عليه الشخص في بقية المراحل.
وبما أن الأسرة هي المجتمع الإنساني الأول، الذى يمارس فيه الطفل أولى علاقاته الإنسانية، وهي المسؤولة عن اكتساب أطفالها أنماط السلوك السوى، وقواعده وأنماطه وضوابطه، فإن هذا الكتاب يتوجه للأسرة بتقديم النصح والإرشاد والتوجيه حول كيفية الوقاية والعلاج لأهم المشكلات النفسية والسلوكية، التي تواجه الأطفال في مراحل نموهم، وتأكيدًا لأهمية دور الأسرة في تكوين شخصية أفرادها في مرحلة من أهم وأدق مراحل حياتهم، هي مرحلة الطفولة التي تشكل الأساس في بناء هيكل الشخصية وتحدد معالمها الرئيسة.
وقد تزايد الاهتمام في الآونة الأخيرة بقضايا الطفولة، وذلك خلال دراسة مشكلات الطفولة على أساس أن المشكلات التي تصدر عن الأطفال نفسية وسلوكية عديدة، بعضها يُعد غائباً وبعضها الآخر يُعد اضطراريا، قد تمثل اعتلالاً في صحتهم النفسية والسلوكية، مما قد يوثر سلبًا في سبيل تقدم نموهم وارتقائهم نحو الحياة بنجاح وسوية. ونظرًا لما لمرحلة الطفولة من أهمية قصوى بين مراحل النمو المختلفة لدى الفرد وبناء الدعائم الأساسية لشخصية الفرد، ومن ثم فقد تتجه الشخصية نحو السوي أو نحو المرضى فيما بعد..