حرص علماء أندلس على متابعة كل ماهو جديد في المشرق لنقله وأستنساخه بأسلوب عذب معاني وبديع مظهر ,وكانت بغداد منارة علم وقبلة قصاد وكعبة عشاق حضارة ,وكانت عيون وقلوب أهل أندلس متجهة صوب مشرق أسلامي تعمل على منافسته وتقليده في علوم وأداب وفنون,وقد عبرا أهل تاريخ وحضارة أندلس وشبههوا بيئتهم وقارنها بأجواء مناخ وطبيعة وتطور أحوال ولآيات المشرق إسلامي ,كما جاء عند الجغرافي أبن غالب الغرناطي في كتابه: (فرحة الانفس في تاريخ الاندلس) نقلا عن الرازي وأبو عبيد البكري القرطبي بقوله:(والاندلس شامية في طيب أرضها ومياهها, يمانية في أعتدالها وأستوائها, أهوازية في عظيم جبايتها,عدنية في منافع سواحلها, صينية في جواهر معادنها, هندية في عطرها وطيبها, وأهلها عرب في العزة والانفة وعلو الهمة وفصاحة الالسن وطيب النفوس وأيابة الضيم وقلة أحتمال الذل, هنديون في فرط عنايتهم بالعلوم وحبهم فيها, هم أشد الناس بحثا عليها وأصحهم ضيطآ وتقييدآ ورواية لها وخاصة لكتاب الله وسنة نبيهم محمد(صلى الله عليه وسلم), بغداديون في نباهتهم وذكائهم وحسن نظرهم وجودة قرائحهم ونظافة أذهانهم وحدة أفكارهم ونفوذ خواطرهم ورقة أخلاقهم وظرفهم ونظافتهم , يونانيون في أستنباطهم للمياه ومعاناتهم لضروب الغراسات وأختيارهم لأجناس الفواكه وتدبير لتركيب الشجر ولأقامة البساتين بصنوف الخضر وأنواع الزهر, فهم أحكم الناس لأسباب الفلاحة,.