تأتي أهمية اختيار موضوع الكتاب (الأوضاع الداخلية اللبنانية 1970 – 1980 دراسة تاريخية). من كونها شهدت انتخاب الرئيس اللبناني سليمان فرنجية والذي عد البعض انتخابه انتصاراً للحرية والديمقراطية في لبنان من خلال التغييرات التي أجراها في الإدارة الحكومية وفي المؤسسات العسكرية. في الوقت ذاته انعكست تلك التغييرات على الأوضاع الداخلية التي لم يعرفها لبنان من قبل، ومن أهمها بروز التبعية السياسية لمؤسسات المجتمع المدني لا سيما الأحزاب السياسية والاتحادات العمالية وطلاب الجامعات كما انعكس هذا التغيير على المؤسسات العسكرية إذ ترك أثرا سلبياً على معنويات الجيش وعلى فاعلية أجهزتها الاستخبارية في الوقت ذاته اتساع قاعدة الوجود الفلسطيني في لبنان مما جعل الصراع واضحاً بين طوائف المجتمع اللبناني حول هذا الوجود فادى ذلك بالتالي إلى الانقسام الطائفي ومن ثم اندلاع الحرب (1975- 1976) إذ برز فيها بوضوح الصراع العربي – العربي على ارض لبنان الذي أدى بدوره إلى انهيار مؤسسات الدولة ومؤسسة الجيش وأصبحت المليشيات هي التي تحدد سياسة البلد ولاسيما في عهد الرئيس الياس سركيس الذي تولى حكمه في ظل وجود الجيوش العربية عـلى ارض لبنـان (قوات الردع العربية) كما شهد عهده أول احتلال (إسرائيلي) للجنوب اللبناني عام 1978.