اتخاذ القرارات وجودة العمل

أن أطر المؤسسات أو الشركات لا تعني مزيج تلقائي من العاملين بل هي وحدة اجتماعية ذات حدود ثابتة نسبياً يربطها نظام السلطة المهيكل وتفاعلات اجتماعية ووظيفية لتحقيق أهدافها. فالعامل مهما اختلفت طبيعته ومركزه الاجتماعي والثقافي أو وضعه الإقتصادي والتعليمي فإنه يتخذ نتيجة للفطرة مجموعة من القرارات بعيداً عن المناهج العلمية.
فالمشاركة في إتخاذ القرارات هي وظيفة أساسية يقوم بها العامل لتسيير أموره اليومية مستخدماً في ذلك تجاربه والمعلومات المجتمعة لديه في التنبؤ بما ستكون عليه التغيرات في المستقبل، ومعتمداً على قدراته العقلية وخبراته العملية وامكاناته المتطورة التي تؤمن له الاختيار السليم والمناسب الذي يصب في مصلحته في البداية ومن ثم في مصلحة المنظمة أو المؤسسة التي يعمل بها (بوركبية، 2017). حيث أن عملية المشاركة في اتخاذ القرارات وبصورة مستمرة في نشاط المؤسسة وفي جميع عناصر العملية الإدارية من تخطيط، وتوجيه ورقابة. وهي لا تقتصر على عامل دون غيره أو مستوى إداري دون سواه، فأي عامل يتوجب عليه أن يمارسها لأداء مهامه. وكي يتسنى له إتخاذ قرارات فهو يبحث عن بديل مقبول ضمن المعلومات التي يستطيع الحصول عليها، فنجاح أي مؤسسة أو شركة يعتمد على امكانيتها على اختيار البديل الأفضل من خلال مشاركة العاملين في اتخاذ القرارات الخاصة بهم ما يعطيهم الشعور بأهميتهم وتحقيق ما يعرف بالرضا الذي يعتبر من أهم سمات العمل، لأنه يعمل على تدعيم وتعزيز روح العامل المبنية على الحماس والتشجيع والتحفيز، والتقدير مما يرفع من الأداء والتي بدورها ترفع من درجة الرضا الوظيفي مما يجعل العامل منخرطاً بعمله ويرفع من مستوى إنتاجية العمل،