الوعي الاستراتيجي واستمرارية منظمات الأعمال

في ظل بيئة ديناميكية معقدة وغير مؤكدة، لجأت العديد من المنظمات إلى تبني العمل بالمنظور الاستراتيجي من أجل التغلب على مشاكلها وتحقيق اهدافها الاستراتيجية، إلا أن غالبية المنظمات ما زالت تعاني أحد أبرز التحديات المرتبطة بالمنظور الاستراتيجي في إدارة نشاطاتها وأعمالها المتمثلة بشيوع ظاهرة الإنجراف الاستراتيجي Strategic Drift.
فالإنجراف الاستراتيجي ينطوي على تخلف معدل التغير في استراتيجية المنظمة عن معدل التغير في بيئتها المحيطة نتيجة فشل متخذي القرارات الاستراتيجية في تفسير المؤشرات البيئية التي تنذر بعدم صلاحية الاستراتيجية المعتمدة (Maosa, 2015). حيث يتطلب تلافي حالة الإنجراف الاستراتيجي وفقاً لرأي (2018) Ayoubi; Mehrabanfar and Banais إتخاذ خطوات إستباقية للتعامل مع ضغوط التغيير، وذلك من خلال تبني إفتراضات غير تقليدية حول التطورات البيئية، وإعتماد ممارسات تنظيمية داعمة للتكيف بدلاً من إحداث التغيير التقليدي، الأمر الذي يترتب عليه حاجة المنظمة إلى أفكار جديدة قد تكون متاحة بالفعل في محيطها، ولكنها لم تؤخذ بنظر الإعتبار، مما يستلزم إستثمار وتبني مداخل استراتيجية يمكن من خلالها توليد رؤى مستقبلية قابلة للتطبيق من المنظور الاستراتيجي إضافة إلى توفير الوقاية من المشكلات الاستراتيجية. وهو ما يعكس ضرورة إعطاء المنظمات أهمية للتغيرات والتطورات في البيئة المحيطة الذي يتطلب وعياً كبيراً يأخذ المنحى الاستراتيجي